هل يمكن أن يكون المستقبل شيئاً غير الحاضر؟ وهل ثمة من لا يزالون يؤمنون بهذا؟
ذلك هو السؤال الذي يتردد – في صياغات مختلفة – عبر صفحات هذا الكتاب .. المؤلف راسل جاكوبي ، أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا ، يقدم إجابته من خلال هذا الفرع الجديد من العلوم الإنسانية: الدراسات الثقافية، حيث تمتزج دراسة التاريخ بدراسة كل مفردات الثقافة: ثقافة "النخبة" وثقافة "الجماهير" على السواء. في تقديمه يشير المؤلف إلى رسالة "كولريدج" إلى "وورد زورث" يطلب فيها من صديقة أن يكتب قصيدة يحفز فيها أولئك الذين تخلوا عن أي أمل في مستقبل أفضل للإنسانية ، وفي نهاية كتابه يرى جاكوبي أن "التاريخ يخادع حتى أكثر طلابه جدا واجتهادا" ، ولعله يخفى لنا مفاجأة في بداية ألفيته الثالثة. من يدري؟
وعبر فصوله المتتالية: "نهاية الأيديولوجيا" ، "خرافة التعددية الثقافية" ، "ثقافة الجماهير والفوضوية" ، "المثقفون من اليوتوبيا إلى انحسار البصر" ، "جمالية كثيفة ووطنية رقيقة" ، وأخيراً: "الحكمة بالتجزئة والجنون بالجملة" ، يقدم جاكوبي إجابات عن الأسئلة المطروحة ، ويطرح سواها ، مؤمنا – في كل الأحوال – بأن المستقبل سوف يكون مختلفا عن الحاضر كل الاختلاف.
إنه كتاب معاصر ، يتصدى لمناقشة أهم الأفكار المطروحة في عالم اليوم