يتناول هذا الكتاب في كل فصل جينا (مورثا) واحدا أو أكثر من أزواج الكروموسومات الاثنين والعشرين الموجودة في نواة كل خلية، حيث تشكل مادة الخلية الوراثية أو الجينوم، وذلك فيما عدا كروموسومات الجنس التي يتناولها في فصل خاص بها.
ومن خلال هذه الجينات المحدودة المهمة يصحبنا المؤلف في رحلة شائقة بأسلوب سلس ليروي لنا السيرة الذاتية لنوعنا البشري، والصلة بينه وبين أسلافه، والجينات المشتركة بينه وبين الأنواع الأخرى القريبة له؛ كما يتناول مسائل عديدة تتعلق بنواح مختلفة من حياتنا، بعضها يفسر أمورا طريفة، كالسبب في أن سكان حوض البحر المتوسط يفضلون الجبن على اللبن، بينما يفضل أهل الشمال اللبن نفسه. كما أنه يتناول مسائل أشد خطرا: كالخلود وزيادة العمر والشيخوخة والمرض والموت، والذكاء والشخصية بل والإرادة الحرة. ونجد في كل هذه المسائل دورا مهما للطبع أي الجينات والوراثة، وكذلك دورا مهما للتطبع أو البيئة. فهل يتعارض الطبع مع التطبع، أم أنهما يشتركان معا في التأثير في الإنسان وتأثر كل واحد منها بالآخر ؟