ما موقف أمتنا العربية إزاء التحديات الجسام التي يطرحها عصر المعلومات؟ هذا هو السؤال المحوري الذي يسعى هذا الكتاب للإسهام في الإجابة عنه.
و كان دافعه هو شعور الكاتب بأن المعلومات قد أصبحت شريدة بيننا، يتنازعها أهل الكمبيوتر و أهل الاتصالات و أهل الإعلام و أهل المكتبات، و ينأى عن الكتابة في أمورها مثقفونا من أهل الإنسانيات ظنا منهم بأن المعلومات هي صنعة الفنيين، و هؤولاء بدورهم حصروا أنفسهم في أمورها التكنيكية دون الجوانب الأخرى لهذه القضية شديدة التشعب، ذلك على الرغم من كونها قضية سياسية اجتماعية ثقافية في المقام الأول.
و الكتاب ليس بالمرة كتابا في التبسيط العلمي لبعض الجوانب الفنية في مجال الكمبيوتر و نظم المعلومات، لكنه يقدم العديد من المفاهيم المحورية و التوجهات الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات بمنأى عن كومفلاج المصطلحات و متاهات التفاصيل الفنية، و يركز على مغزى هذه التوجهات بالنسبة لنا نحن العرب، و كيفية توطين هذه التكنولوجيا الوافدة في تربتنا العربية