يضم هذا الكتاب النصوص الكاملة لما يعرف بأدب الحكمة البابلية, وهى التى اكتشف معظمها فى مكتبة الملك الآشورى أشوربانيبال, واستطاع الأثريون وعلماء اللغتين السومرية والأكدية - بعد جهود مضنية ورائعة - أن يفكوا رموزها وأسرارها, وينشروا أصولها
وترجماتها إلى اللغات الحديثة
يبدأ الكتاب بتمهيد عام تحدد فيه مفاهيم الحكمة والتاريخ والأدب والإبداع والأسطورة والدين والطاعة ...إلخ فى حضارة وادى الرافدين القديمة, ثم يقدم شرحا وافيا لأشهر تلك النصوص , وهى تدور حول مشكلات وهموم واجهها وعاناها الإنسان فى إحدى حضاراتنا القديمة, ومازالت تشغلنا وتتحدانا إلى اليوم.
والكتاب محاولة لقراءة هذه النصوص القديمة من داخلها وفى إطار سياقاتها المختلفة قراءة تاريخية ذاتية, ومتعاطفة ونقدية فى آن واحد. وهى قراءة تهتدى بفلسفة التفسير والتأويل المعاصرة ومناهجها [ الهيرمينوطيقا] بحيث يتحول فعل القراءة إلى تجربة حية يتعانق فيها الحاضر والماضى, وينصهر أفق القارىء المعاصر بقدر الطاقة مع أفق الكاتب أو الكتاب القدامى المجهولين