إن الأزمات الحادة التي نعايشها على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والإدارية، ما هي في واقعها إلا لحظات احتدام للأزمة الثقافية المزمنة التي نعاني منها، والمتمثلة أساساً في افتقاد القدرة على إدارة الحوار التفاوضي المثمر واشيوع ملامح ثقافة التناحر. ومن ثم فإن هذه الدراسة تمثل محاولة للإسهام العلمي لتوصيف ملامح هذه الأزمة بهدف احتواء آثارها السلبية واستبدالها بمعطيات وأسس ثقافة وعلم التفاوض الاجتماعي والسياسي الذي يطرحه الكاتب من منظور تكاملي بين علوم اللغويات والعلوم السياسية والعلاقات الدولية