فى هذا الكتاب لمحة عن التيارات الرئيسية فى الأدب الألمانى المعاصر فى الفترة ما بين عامى 1875 و1930 [وهى : الواقعية والطبيعية والتعبيرية والرمزية الصوفية], وكانت تعبيرا صادقا عن الإنقلابات الهائلة فى ميادين الحياة الإجتماعية والسياسية والعلمية والصناعية, وما واكب ذلك من طموحات إنسانية إلى المزيد من التقدم الروحى والإنتصار للقيم الرفيعة والتعاون العالمى وتجديد القيم. ومن هنا تعددت محاولات التجارب الفنية فى الشعر والقصة والمسرحيات, وكان للحرب العالمية الأولى أثر بالغ فى توجيه المبدعين من الأدباء الألمان نحو آفاق لم يتطلع إليها أسلافهم من قبل, مما جعل هذه الفترة ثانى أخصب فترة فى تاريخ الأدب الألمانى كله وأكثر عمقا وثراء من سائر الآداب الأوربية فى الفترة نفسها.
وكنموذج ممتاز لهذه المنظومة من الأدباء قمنا بدراسة متعمقة للشاعر راينر ماريا ريلكه, الذى زار مصر وتونس والأندلس وتغنى بالحضارتين المصرية والعربية ومجد الإسلام على نحو قلما نجده عند الشعراء الأوربيين