يمكن إدراج هذا الكتاب في طائفة الكتب التي تجمع بين كل من الماضي والحاضر، وبين الخبرة العملية والمبادئ النظرية، وأيضا بين الفلسفية المجردة والواقع التطبيقي، مما قد يجعله صعبا على الفهم إلى حد كبير، خاصة في قسمه الأول الذى تطغى عليه الصفة النظرية، ففضلا على الإطلالات التاريخية الكثيرة التي تعود بنا الى فترة الحرب البلوبونيزية بين أثينا واسبرطة في القرن الخامس قبل الميلاد، والمقولات التي ذهبت الى انه ليست هناك علاقة بين الاخلاقيات والعلاقات بين الدول ، ينتقل بنا العرض من فلسفة افلاطون وارسطو (قبل الميلاد) الى اطروحات توما الاكوينى (القرن الرابع عشر الميلادي )، وغيره من فلاسفة القرون الوسطى، ثم فلاسفة العصر الحديث منذ القرن التاسع عشر وحتى الان، ولعل السبب الرئيسي وراء هذا التشعب يتمثل في ان الكتاب - في اصله- هو رسالة تقدم بها الكتاب للحصول على درجة الدكتوراه، مما يفسر الطابع الأكاديمي والبعد التاريخي التحليلي ذا الطبيعة الخاصة