يعرض الكتاب الحقائق المعروفة فى مقابل الأفكار السائدة فى مجالات رئيسية من النظرية الطبية والبحوث العلمية والأفكار الإجتماعية. . وتجمع الكاتبة بمهارة بين حقول متباعدة , وفى كثير من الأحيان, منفصلة من البحث من مثل النظريات الوراثية حول التركيب الجينى, والصلات بين الصفات الظاهرية للفروق الجنسية, ودور الهرمونات الجنسية فى التطور الجنسى, ... ثم تعرض الفروق الجنسية فى الإنسان ودور الهرمونات الجنسية فى الجنس واللعب والسلوك العدائى فى الإنسان. أما فى الفصول الأخيرة فتعيد الكاتبة تقييم مفهوم الجنس فى الدماغ البشرى وما يتضمنه ذلك من إسقاطات طبية واجتماعية على البحوث المستقبلية فى هذا الحقل. ولعل أهم جوانب تميز الكتاب تركيز المؤلفة على الأخطاء التى تقع فيها أبحاث الجنوسة وإصرارها على أن هذا الموضوع من التعقيد غلى درجة يصعب معها الوصول إلى استنتاجات مباشرة ونمطية, وتحذر على الخصوص من تعميم النماذج الحيوانية على الإنسان. وتعرض المثال تلو الآخر لتدلل على أن هوية الجنوسة البشرية اكثر مرونة مما نعتقد, وأن الدماغ البشرى أكثر استجابة للخبرات مما قد تقترحه الأنماط التى نقترحها.
الكتاب مكتوب بلغة واضحة وعالية الدقة وبأسلوب يناسب شريحة واسعة من القراء. والكاتبة فى شموليتها لا تفتقر إلى دقة المختصين وفى تخصصها العلمى لا تنأى عن اهتمامات القارىء العام