لليابان صورتان شهيرتان يتمسك بهمات الغرب في أيامنا هذه، فهناك اليابان القديمة: يابان الساموراي و حدائق الزن، و اليابان الجديدة: يابان الكفاءة الإنتاجية و الآلات... بين الاثنتين، توجد منطقة فراغ، حيث يعيش الياباني
هذا الكتاب مكرس لاستكشاف منطقة الفراغ هذه. يناقش الكاتب فيه الصورة المغلوطة التي قدمها المستشرقون عن اليابان إلى الغرب، بنظرة
نقدية تغلب على منهج المؤلف منذ صفحاته الأولى، نظرة مستمدة من تجربة طويلة من المعيشة و العمل في اليابان، و من الاختلاط باليابانيين
و المؤلف على وعي بأن النظرة الاستشراقية لا يعني إغفال الخصوصية اليابانية. و هو يتناول هذه الخصوصية من مداخل نفسية ووجدانية، علاوة على المداخل التاريخية و الاجتماعية. و من ثم، كان اهنمامه بالفن و الأدب، و كثرة استشهاده بأعمال المبدعين اليابانيين، و له من بينهم أصدقاء و معارف كثر. و علاوة على أنه يجعل القارئ على صلة باليابان الحقيقية، و يشبع فضول أفكار خمسين عاما مضت، فإنه يساعد على التعرف على السياق الذي كتبت فيه الأعمال الأدبية المتلاجمة، التي يقبل كثير من مثقفينا على قراءتها، و كذا الذين يتابعون الأعمال الفنية اليابانية