يلقي هذا الكتاب الضوء على تاريخ اليهود في البلدان الإسلامية خلال الفترة الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين.
و يقدم الكتاب في ما يزيد على العشرين دراسة لأربعة من الباحثين المتخصصين في دراسة تاريخ يهود العالم العربي و الإسلامي و حررها و قدم لها الباحث صموئيل أتينجر تحليلا شاملا للتاريخ الاجتماعي و الاقتصادي و الفكري ليهود آسيا و الدولة العثمانية و دول شمال إفريقيا و مصر، و التحولات الجذرية التي شهدها المجتمع اليهودي التقليدي منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى نهاية الفترة موضوع الدراسة.
و يوضح الكتاب الاختلاف الشديد بين تاريخ يهود الشرق و يهود أوروبا. ففي الوقت الذي نعم فيه يهود البلدان الإسلامي بالتسامح، مما أتاح لهم فرصة الاندماج في مجتمعاتهم، بلغت حملات اضطهاد اليهود في أوروبا ذروتها، وتعرضوا للمذابح في روسيا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم بألمانيا النازية في النصف الأول من القرن العشرين ، و رغم ذلك فان البلدان العربية الإسلامية هي التي دفعت ثمن الاضطهاد الغربي لليهود.عندما شكل هذا الاضطهاد مبررا معنويا للغرب لتجميع اليهود في دولة واحدة هي التي أصبحت فيها بعد دولة إسرائيل. أما المجتمع الغربي الذي تسبب في كل هذا فقد تنصل من مسؤولياته، بل ساعد في إلقاء الجريمة على أكتاف المجتمع العربي