يحتفل العالم بمرور نصف قرن على نشأة منظمة "الأمم المتحدة", بعد أن طرأت على النظام الدولي تحولات كبرى في أعقاب سقوط وتفكك المعسكر الإشتراكي ثم الإتحاد السوفييتي نفسه. وفي هذا السياق تثور تساؤلات كثيرة. ولما كانت هذه المنظمة قد نمت وترعرعت في إطار الحرب الباردة, فمن الطبيعة أن يثور التساؤل عن قدرتها على الإستمرار في مهامها الخطيرة بعد انتهاء الحرب الباردة, وسقوط المعسكر الإشتراكي, وقيام أوضاع جديدة في النظام الدولي.
والهدف من هذا الكتاب- الذي يصدر من عالم المعرفة إسهاما في الإحتفال بهذه المناسبة المهمة- هو مساعدة القارئ العربي على فهم هذه المنظمة فهما صحيحا وواعيا, يعينه على إدراك طبيعتها وأسلوب عملها, ومظاهر قوتها وضعفها, وميادين نجاحاتها أو إخفاقاتها, وأهم إيجابياتها وسلبياتها, والمقتحرات والأفكار الرامية إلى تطويرها أو إصلاحها