كان الصراع على القمة أكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1992 ، فهو كتاب حافل بالمفاجآت. يقول لستر ثارو إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت في القرن العشرين قوة عظمى عسكرية في عالم ثنائي الأقطاب إلى جانب الاتحاد السوفييتي ، و ستكون في القرن الحادي و العشرين قوة عظمى عسكرية وحيدة لا تنازعها في ذلك دولة أخرى. كما كانت قوة عظمى اقتصادية ، و لكنها لن تكون كذلك في القرن المقبل ، بل ستكون دولة في عالم متعدد الأقطاب. و قد كان الانعطاف غير المتوقع الذي قدمه لستر ثارو هو أن أوروبا الموحدة حول ألمانيا ، و ليس اليابان أو الولايات المتحدة ، هي التي ستكسب المنافسة الكونية في القرن المقبل. و هو في ذلك يجيب في استفاضة عن السؤال الذي يطرحه ، و هو : من سيملك القرن الحادي و العشرين؟
يقول ثارو إن أهم خاصية للمنافسة الجديدة في القرن المقبل أنه سيكون من أبرز مقومات النجاح فيها اكتساب مهارات أساسية جديدة ، و ابتكار طرق تفكير أساسية جديدة. و يدعم حججه بما يلي : أنه لن يكون في هذا القرن فائزون واضحون ، و لكن الخاسرين يمكن أن يدمروا ، و أن المقدرة على التعاون الفعال مع الخصم المباشر ستكون شرطا أساسيا للبقاء ، و أنه لكي تزدهر الولايات المتحدة في هذه البيئة فإن أفكارها عن الموارد الجوهرية يجب أن تدرس بعناية ، و أن تكون لديها قدرة تنافسية في الصناعات السبع الرئيسية اللازمة للمحافظة على مستوى المعيشة المرتفع ، و أن التعليم هو السلاح الأكثر فعالية في الحرب الجديدة ، و لذلك لا بد لها أن تغلق الفجوة في التعليم ، و أن على الولايات المتحدة أن تتكيف بطريقة جديدة و غير مألوفة لتصبح لاعبا ناجحا في المباراة الاقتصادية الجديدة