«كانت تضمُّ حكايات كانتربري الكثيرَ من القصص التي تَفضح نِفاق بعض رجال الدين، الذين يَتظاهَرون بالورَع والتقوى كي يَقضوا حاجاتِهم الشخصيةَ وشَهَواتهم، مثل قصص «الراهب الجوَّال» و«بائع صكوك الغفران». وثمةَ حكاياتٌ في هذا الكتاب تُماثِل تمامًا حكاياتٍ موجودةً في «ألف ليلة وليلة».»
تُلقِي حكايات «ألف ليلة وليلة» بظِلالها على الأدب الغربي، فتَمنحه سِحرًا شرقيًّا خلَّابًا، يَتجاوز المكان والزمان ليَتربَّع على عرش الأدب العالمي؛ حيث كانت «ألف ليلة وليلة» هي المنهل الأول الذي استقى منه كُتَّابُ الغرب حكاياتِهم، وهي البوصلة الأولى نحوَ خيالٍ جامح لا حدودَ له، ويُمكِننا تلمُّسُ ذلك في الكثير من الأعمال الأدبية الغربية مثل روايةِ «النائم يستيقظ» للكاتب «هربرت جورج ويلز» وهي المستمدة من حكاية «النائم اليَقظان» في «ألف ليلة وليلة»؛ وروايةِ «البحث العظيم»، وفيها يَستمدُّ «ويلز» صورًا من «ألف ليلة وليلة» ليصوِّر قُدرةَ العجائب على تشكيل الحياة وتنظيمها على نحوٍ لا يُوفِّره الواقع؛ ورواية »فنجانز ويك« التي صوَّر فيها «جيمس جويس» الحياةَ الليلية ببراعةٍ فائقة بفضلِ اطِّلاعه على الأدبيات العالمية التي تَتناول حياةَ الليل، وعلى رأسها ليالي «ألف ليلة وليلة».