«إنني أعيشُ الآن في «سعادة مُنتهى التعاسة»، ولكنَّ العجيب أنني لستُ نادمًا، ولكنني فقط أشعر بالأسى لمَن كنتُ لهم بِئس الزوج، وبِئس الابن، وبِئس الأب. الوداع. إنني على الأقل لم أَتعمَّد الدفاعَ عن نفسي بوعي في هذه المخطوطة.»
للأدب الياباني مَذاقٌ خاص بين جنسيات الأدب المختلفة، ولأدب «ريونوسكيه أكوتاغاوا» مَذاقٌ مُتفرِّد في الأدب الياباني، ومكانةٌ مُتميِّزة؛ ففضلًا عن كون «أكوتاغاوا» أبا القِصة القصيرة اليابانية، فإن أدبَه يُعبِّر عن حالة نفسية وشعورية خاصة، تستشعر فيها الحياةَ الصغيرة التي عاشها، وموقفَه من العالَم والحياة، وتَتلمَّس فيها أيضًا إحساسَه الدائم بالانكماش، والذنب، والقلق، والتوجُّس من الحياة، وإحساسَه المُرهَف، ومشاعرَه الرقيقة تجاهَ كل ما يحيط به، ومدى اتساع مَلَكة الخيال لديه. وقد جاءت هذه المجموعة القصصية تحمل عنوان «١٩٢٧»، وهو العام الذي قرَّر فيه «أكوتاغاوا» أن يُنهِي حياتَه، ليرحل في عمر الخامسة والثلاثين. وجاءت ضمن هذه المجموعة الثَّرِية قصةُ «حياة أحد الحمقى»، التي عبَّر فيها عن حياته والمعاناة التي عاشها، وقد قدَّمها مخطوطةً لصديقه «ماساو كومه»، ونُشِرت بعد وفاته.