«اخرس انتَ وهوه، اخرس يا حيوان. حلاوة إيه يا لوح؟ اخرس انت. انطق انت، اسمك إيه؟»
«فرحات» هو هذا الصولُ الذي يَعملُ في البوليسِ منذُ ثلاثينَ عامًا تقريبًا، قضى عمرَه يَستمعُ إلى شَكاوى الناس، يُصنِّفُهم هذا جانٍ وذاك مَجْنيٌّ عليه، يَستجوبُ ويُدوِّنُ ما يَسمع، يَسألُ فيُجاب، وحْدَه هو صاحبُ الكلمةِ العُليا والحاكمُ المُطلَقُ ما دامَ القسمُ خاليًا مِمَّن هو أعلى مِنهُ سُلْطة. وقدِ استطاعَ «يوسفُ إدريس» بمهارتِه المَعْهودةِ أنْ يُحوِّلَ روايته إلى مَسْرحيةٍ تُمثَّلُ على خشبةِ المسرح، وعلى الرغمِ من اعتراضِه على بعضِ أحداثِها أثناءَ عرْضِها على المَسْرح، فإنها تُعَدُّ واحدةً من أهمِّ مَسْرحياتِه.