نحن نعشق اللون، وننشد إليه لكننا عارفين حقيقة هذه المشاعر مثل ذلك مثل المتلقي للموسيقى المجردة يجد فيها لذة وراحة لكنها غيرة مفسرة، والكثير يقف أما مها عاجزا عن تفسير أسباب الإرتياح، أو نقيضه على حد سواء.
لقد عجزت نظريات علم النفس أن تعطي لنا تفسيرا واضحا لكثير من الإشكالات التي نتذوقها، ولا نعلم أسرار قبولنا لها أو الرفض، غير ان ثلة قليلة في كل زمان تعمل بشكل خفي على استبطان عالم الروح لتكشف عن علوم كثيرة، ومن بين تلك العلوم اللون، والخط، والشكل الهندسي، وغيرها من التجريدات لكنها بقيت في منأى عن الكثير من طلاب الحقيقة، هنا في هذا البحث يحاول الباحث أن يسلط الضوء على تلك المكاشفات التي دونها الصوفية، وتلك وتحت سلطة وتأثير الخطاب الحق تعالى لعلها تسهم إلى حد ما في توضيح ما غاب عنا في مجال المعرفة الذوقية