تسرد هذه الرواية قصة أسرة يمنية فرّقت بين أفرادها الحرب الأهلية (شمال - جنوب)، والصراع بين اليمين واليسار وبين الأصولية والتقاليد من جهة، والعلمانية أو اليسار العلماني من جهة ثانية. ودع عنك حروب القبائل والعشائر والسلطة والمعارضة.. وهذه الأسرة قبع بعض أفرادها في السجون وغاب آخرون في معاقل الثوار، وباتت النساء وحيدات بعيدات عن الأزواج والأولاد. ويتابع القارئ أخبار الأسرة عبر الرسائل المتبادلة
بين أفرادها. وفي نهاية الرواية، تتصالح رؤوس المعارضة والموالاة ويلتقي زعماء الجنوب والشمال ويتقاسمون المناصب، فيما يتوه المقاتلون والثوار في الجبال والوديان جثثا وأسرى وجرحى.. فيتحد اليمنان شكلاً وتبقى الأسرة اليمنية منفصلة بعضها عن بعض. وكأن المؤلف يُحذّر ويُنذر بأن اليمن لن يستريح وأن الوحدة لن تدوم ما دامت العقلية القبائلية قائمة وصراع الأيديولوجيات قائماً، ووسيلة الحوار الوحيدة القتل والتفجير والتكفير والتهجير. في الرواية لحظات خاطفة من الحب والحميمية والعاطفة المتأججة.. مقابل أيام طويلة من الوحدة والمآسي والدمار