هذا نص يقرأ صاحبته ويمتص أيامها. يستعير هواجسها وشطحاتها وانكساراتها لتتحول جميعها إلى شذرات من كيان بللوري، يعكس الضوء بعيداً عن قلب القلب.
يتحقق النص باكتماله ويكتفي بانغلاقه على سره المكنون ويحطم دوماً توقعاتك المستكينة إلى ملاحظات يومية مكرورة عن معنى الحب وطبيعة الرغبة. نص يبتدع هوية كاتبته ويعكس بعض ظلالها على شاشات الانتظار. انتظار "العاشق" الذي لا يأتي. وانتظار التحرر من أسر الرواية.
وعلامات استفهام عملاقة -لن تفارق نهمك للقراءة- تظل معلقة في الفراغ الفاصل بين رواية المتوقع وحلم التحقق عبر الرواية. لكنك سرعان ما تدرك أن الحياة هنا ليست حلماً، وإنما الحياة وقائع كتابة. مثل متتاليات من لقطات سينمائية تفرض على جميع الشخصيات تقمص خيالاتها الوردية بإتقان. وعندما يسود اللون الأبيض الضبابي وتظهر كلمة "النهاية" تتساءل أيهما كان يصارع الآخر من أجل البقاء، الحياة أم وعد التحقق عبر الكتابة ؟