نحن - العرب - نريد ان نكون احرارا في فلسفتنا، وليس من سبيل الى هذه الحرية الا بأن نجتهد في انشاء فلسفة خاصة بنا تختلف عن فلسفة اولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى الى ان يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية، ولا ريب ان اقرب الطرق التي توصل الى ايداع هذه الفلسفة هو النظر في هذه الدعاوى نفسها التي يرسلونها ارسالا ويبثونها فينا بثا كما لو كانت حقائق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ويأتي في مطلع هذه الدعاوى القول بأن الفلسفة معرفة عقلية تشمل الجميع، افرادا كانوا او اقواما، اي ان الفلسفة معرفة كونية