لم يعد أبدًا للحديث مجددًا عن "بيا بيثيوسا" . وخلال شهر ونصف، بل علي الأرجح شهرين كنا نتقابل كل صباح، وينصرف كلانا منتصف النهار حين تقترب ساعة الغداء، فاستقل الحافلة إلى "لافيا" أو أذهب إلى منزلي سيرا علي الأقدام. وذات يوم دعوته لمرافقتي إلي السينما ولكنه رفض. كان يفضل الجلوس معي في "ألاميدا" وتجاذب أطراف الحديث، أو القيام بجولة فى الشوارع المجاورة. ومن وقت إلى آخر كان يدخل إلى أحد البارات ليبحث عن البائع المتجول الذي يبيع بيض السلحفاة. لم أره أبدًا يتناول الخمر. وقبل أن يختفي بأيام قليلة إلى الأبد، جعلني أحدثه عن جاكلين أندريه، ففهمت أنها كانت طريقة ليتذكرها. حدثته عن شعرها الأشقر الرمادي، وقارنته بإعجاب بلون شعرها الأشقر العسلي في أفلامها الأخرى، بينما يشخص الرجل ببصره إلى الأمام وكأنه ينظر إليها ويراها في مقلة عينيه