إن زمننا زمن التغيير الثوري الذى لم يسبق له مثيل في التاريخ. وبالحماس نفسه الذى قدمه في تحدى التغير المناخي وبتجربته المديدة على مدار عقود من الزمن في الخطوط الامامية للسياسة العالمية، يستعرض ال غور الافاق الضبابية لمستقبل الأرض، ويقدم توقعات مدروسة وجدية ومفعمة بالأمل في كتابه "المستقبل" الذى يحدد فيه ستة محركات أساسية للتغيير العالمي:
أدت العولمة الاقتصادية المتزايدة باستمرار الى نشوء ما سماه "شركة الأرض" - التي تعتبر في نظره كيانا كليا متكاملا له علاقة جديدة ومختلفة عن الماضي مع رأس المال، والعمل، والأسواق الاستهلاكية، والحكومات والوطنية.
أدت الاتصالات الرقمية في جميع انحاء العالم والانترنت، وثورات الحاسوب الى ظهور "العقل العالمي" الذى يربط بين الأفكار والاحاسيس لمليارات البشر، كما يربط الآلات الذكية، والروبوتات، وأجهزة الاستشعار المنتشرة في كل مكان، وقواعد البيانات.
ميزان القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية العالمية يتحول بعمق اكثر من أي وقت مضى في السنوات الخمسمائة الأخيرة - من النظام المركزي في الولايات المتحدة الى نظام يمتلك مراكز ناشئة متعددة السلطة، ومن الحكومات الوطنية الى الجهات الفاعلة في القطاع الخاص، من النظم السياسية الى الأسواق.
تقودنا البوصلة الاقتصادية المعطلة والمصابة بالخلل الى النمو غير المستدام في الاستهلاك، وتدفقات التلوث، واستنفاد الموارد الاستراتيجية لكوكب الأرض من التربة السطحية، والمياه العذبة، واصناف الكائنات الحية.
الجينوم، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم الاعصاب، وثورات علوم الحياة تتحول بشكل جذري في مجالات الطب والزراعة والعلوم الجزيئية - وتضع مفاتيح التحكم بالتطور في أيدى الانسان.
كان هناك اختلال جذري في العلاقة بين البشر والنظم الايكولوجية الأرضية، جنبا الى جنب مع بداية التحول الثوري لأنظمة الطاقة، والزراعة، والنقل، والبناء في جميع انحاء العالم.
ومنذ الأيام الأولى لانخراطه في الشأن العام، كان ال غور يحذر من وعود الحقائق الناشئة ومخارطها مهما بدت "مرة" بالنسبة الينا.
كتاب "المستقبل" بكل ما يحمله من عمق وبصيرة، يرسم صورة للعالم المقبل من وجهة نظر رجل استشرق افاق المستقبل من السابق، وقد ثبت أنه على صواب مبين