يبحث كتاب «الحضارة ومضامينها» في موضوع الحضارة التي تستأثر باهتمام الدارسين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية. ويحاول الكاتب أن يبين أهمية هذا التصور من خلال تتبع أصوله في القرن الثامن عشر، حيث استُعمل باعتباره أيديولوجية استعمارية، وتصورا يدعم العنصرية في وقت لاحق. وقد امتد هذا التصور للحضارة إلى الحضارة المصرية، ثم طُوِّر من قِبل اليابان، والصين، ودول إسلامية. وقد أدى هذا التطور إلى فسح المجال أمام الدعوة المعاصرة إلى «حوار الحضارات» (dialogue of civilizations). وفي المقابل، يرى المؤلف أن استعمال مصطلح «حضارة» في الوقت الراهن يجب أن يكون له معنى شامل من دون أن يقصي المعاني المحلية التي يتم التعامل معها على أساس ثقافات متنوعة. ويدعو الكاتب، في خطوة جريئة، إلى الاستغناء عن استعمال مصطلح «الحضارة»، والتركيز على مفهوم جديد للعملية التحضرية هدفه قيام حضارة عالمية