مكتبتنا
كتاب حصري
93
93
الأدب العالمي 2021-02-13 10:00:39 735 مشاهدة
عام ٩٣ هي آخر روايات فيكتور هوغو، وقد أنجزها بين عامي: ١٨٧٢-١٨٧٣، نشرت في عام ١٨٧٤، وهذا يعني أنه كان في السّبعين من عمره. غير أنها طالما كانت حاضرةً في ذهنه كموضوع لسنوات طويلة خلت. وفيها نجد أفكاره التي انتهى إليها، بعد تطوّر امتدّ على عقود حياته المديدة. ومع أنّها روايةٌ تاريخية، فهي مصطبغةٌ بطابع فكريّ عميق، وتطرحُ إشكالياتِ الثورة كموضوعٍ واسع للجدل. إن هيغو ينتقل من الملكي المتعصّب إلى المنتقد الشديد لمفاسد النّظام الملكي الفردي، بما فيه من تسلُّط وقسوة وانحياز إلى النبلاء، والفئات الميسورة في المجتمع الفرنسي لما قبل ثورة ١٧٨٩، إلى المناصر للاتجاهات الديمقراطية، والتحررية، التي أوصلته إلى الجمهورية. غير أن هوغو يطرحُ في هذه الرواية فلسفته عن الثورة، مبرزاً قيمها الجوهرية، وعاكساً ذلك الصراع الطويل الأليم بين أنصار النظام القديم، وأنصار الثورة اليعقوبية، ومُديناً فضائع الحرب الأهلية ومآسيها، وهو لا يتردد في الاختيار بين الشّعب ومضطّهديه، فيقف إلى جانب الضّعفاء والمحرومين والمهمّشين. وحين يتعلق الأمر بمسألة الوسائل التي يعتبرها مشروعة في الثورة، لا يقرّ العنف غير المسوّغ، ويرى أن هدف الثورة هو الإنسان، والدفاع عن حقه في الحياة، والعيش الكريم، وعن حقوقه الأخرى في التعليم والصحّة والارتقاء في كافة الميادين، وعن مساواة المرأة بمنظورٍ متقدّم، ويتنبأ هوغو بالجمهورية العالمية، وكلّ ذلك من خلال أحداث ثورة ٨٩ الكبرى وماتلاها، ومن خلال الشخصيات روائية يبتدعها من مثل: سيموردان ولانتوناك وغوفان، ورادو، إضافة إلى تيلمارش، الشحّاذ المبعد عن المجتمع والسياسة والصراعات. ويفرد هوغو لأفكاره حوارات عميقة يجعل فيها الآراء المختلفة تتجابه أمام القارئ الذي يتعين عليه أن يتأمل فيها ويتفكّر ويحاكم. مستخدماً، في آنٍ واحد، إيحاءاتِ القلب ومقتضياتِ المنطق والفكر

شارك الكتاب

كتب قد تهمك

تحميل كتاب