تُقدِّم الولايات المتحدة نموذجًا جذابًا ومبهرًا للعيش والإقامة في ظل فُرصٍ متكافئة وحريةِ تعبير، واصطُلِح على تسمية ذلك النموذج ﺑ «الحلم الأمريكي». والمُؤلِّف يُقدِّم لنا وصفًا مُفصَّلًا لمُشاهَداته خلال رحلته إلى أمريكا في أوائل القرن العشرين عندما كان ذلك الحلمُ شديدَ البريق؛ فيصف أحدَ أهمِّ المدن الأمريكية، وهي نيويورك، وما هي عليه من نظامٍ وتَطوُّر وأُبَّهة؛ حيث يُدار معظمُ اقتصاد العالم في حي المال الشهير «وول ستريت»، ولا تتوقَّف حركة الشحن والتفريغ في ميناء نيويورك، وتَشمَخ ناطحاتُ السحاب في السماء لتحكي قصةَ تحدي الإنسان وعزيمته؛ تلك العزيمة التي حوَّلَت أرضَ العالم الجديد إلى إمبراطوريةٍ اقتصادية وعسكرية عظيمة، صنَعَتها الجهودُ المُخلِصة في قاعات الدرس وأَروِقة المكتبات على صوتِ آلاتِ المصانع التي لا تتوقَّف.