ظلت الحضارة الإسلامية تسيطر على العالم طوال خمسة قرون، وكانت ممثلة للحضارة الإنسانية طوال العصور التي سيطرت فيها، ومازالت آثارها واضحة في تلك الحضارات، إذ إن العناصر الحضارية الإسلامية قد دخلت ضمن التراث الإنساني، حيث إنها ارتبطت وأثرت في أمم المشرق والمغرب، وغيرت كثيرًا من أقطار آسيا وإفريقيا وأوروبا، وكان لهذه الفنون الإسلامية تأثير واضح في فن النهضة الأوروبية، من خلال عدة روافد ومصادر، هي العلاقات التجارية بين الشرق وأوروبا، وأيضًا الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا ضد الشرق الإسلامي، وكذلك حج الأوروبيين إلى الأراضي المقدسة بفلسطين، واهتمام الملوك والأمراء في أوروبا بالفنون الإسلامية عن طريق اقتناء الأعمال الفنية التطبيقية والخط العربي والسجاد الإسلامي. ومن هنا تأتي أهمية كتاب التلامس الحضاري الإسلامي-الأوروبي للدكتورة إيناس حسني