مقدمة الكتاب تبين الغاية التي من أجلها قام مؤلفه بوضع كتابه -وهي تفسر أيضا دواعي اهتمامنا به بعد مضي أكثر من ثمانية عقود على صدوره- فقد ورد بها أن الكتاب “يبحث في العلل التي لبست الأمم الإسلامية وقعدت بها في خمول حتى ضربت عليها الدول الغربية بهذا السلطة الغاشمة ويوردون في نتيجة بحثهم أسبابا شتى” ويجزم الخضر حسين بأن التهاون بتعاليم الشريعة وما يدعو إليه القرآن الكريم من وجوه الإصلاح ووسائل المنعة هو السبب الحق الذي أدى بالأمم الإسلامية إلى الوقوع فريسة بين يدي الدول الأجنبية، وهذا التهاون مرده التقصير في الدعوة إلى الحق وعدم استقامة الرؤساء على طريقة الدعوة والإرشاد.
يتمحور الكتاب حول قضية الدعوة في الإسلام: شروطها، ومن الذي يقوم بها، ومناهجها وآدابها إلا أن الخضر حسين قام بمقاربة غير تقليدية لهذه القضية مخرجا إياها من نطاق الدراسات الكلاسيكية التي تبحث في النصوص الإسلامية والتراثية إلى نطاق الدراسات الحية التي تتفاعل مع الواقع بعناصره المستحدثة ومستجداته ويتجلى ذلك في مناقشته لعدد من القضايا التي لا تزال تثار في اللحظة الراهنة