يتناول هذا الكتاب موضوعا على جانب كبير من الأهمية العلمية والتطبيقية، وهو دراسة الأسس النفسية لعلاقة الصداقة بين الأشخاص، إذ يشغل هذا الموضوع بال كل شخص يريد أن يعرف المزيد حول كيف تبدأ الصداقة الناجحة بين الأفراد ــ من نفس الجنس ــ وكيف تستمر؟ وما طبيعة الظروف النفسية والاجتماعية التي تدعمها أو تهددها؟ وما المهارات الاجتماعية اللازمة لاكتساب الأصدقاء؟ وما مظاهر الخلافات التي قد تقع بين الأصدقاء؟ وما الأساليب الملائمة لفض هذه الخلافات، والحفاظ على الصداقة؟
ونظرا لأهمية هذا الموضوع، ولصلته الوثيقة بالتوافق النفسي والاجتماعي للأشخاص، فقد روعي في إعداد هذا الكتاب الالتزام بالمنهج العلمي الذي يساعد على اكتشاف أبعاد الصداقة، وتقديم المعرفة ببساطة ــ في الوقت نفسه ــ بحيث يمكن للمثقف الجاد ــ سواء أكان متخصصا في العلوم النفسية أو غير متخصص ــ أن يفيد منها في حياته الشخصية والاجتماعية.
ويقدم الكتاب صورة متكاملة تلم بمختلف جوانب الصداقة، ويبدأ بعرض جذور التفكير الإنساني في هذا الموضوع متمثلة في تأملات وآراء فلاسفة اليونان والمفكرين المسلمين حول الصداقة، ثم يستعرض الدراسات النفسية الحديثة لأبعاد الصادقة، مع التركيز على تعريف الصداقة، والكشف عن وظائفها في حياتنا النفسية والاجتماعية، وملامح ارتقائها عبر مختلف المراحل العمرية ــ من الطفولة إلى الكهولة ــ كما يتضمن الكتاب استعراضا لدراسة ميدانية أجريت لاستكشاف ملامح ارتقاء الصداقة في الثقافة المصرية.
وسعيا إلى تعميق الفائدة التطبيقية من هذ الكتاب انطوى فصله الأخير على اقتراح بعض الأساليب النفسية والتربوية التي تعين على دعم مهارات الصداقة وتحسين التفاعل الاجتماعي لأبنائنا خاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة