يتناول الكتاب قضية الحروب الصليبية التي تعرضت لها المنطقة العربية خلال قرنَيْن من الزمان، والتي كانت أكثر من مجرد "غزوات" و"استيطان" عسكري.
هنا د.عبده، لا يتناول "تاريخ" الحروب الصليبية كحدث تاريخي مجرد، وإنما يتناولها بصورة أكثر شمولية، كظاهرة من الظواهر الإنسانية، لها مقدمات وأحداث، ثم نتائج وآثار.
وقد أجاد -برأيي المتواضع- المؤلف بتناوله لهذه القضية، بصورة شيقة، مزج فيها بين العرض التاريخي، والنقد الفكري، وقد جمعَ فيها بين المصادر والمراجع العربية والأوروبية التي أرّخَت لهذه الظاهرة.
٤ فصول، الاثنان الأولان تناول فيهما مصطلح "الحروب الصليبية" ثم أسباب وظروف نشأتها، أما الفصل الثالث فتناول فيه "تاريخ" وأحداث هذه الحروب، بصورة غير موغلة بالتفاصيل، أما الفصل الرابع فكان حديثًا عن نتائج وآثار الحروب الصليبية على العالم الإسلامي، والبحر الأبيض المتوسط.
في الفصل الأخير؛ عرض د.عبده لآثار الحروب الصليبية على العالم الإسلامي بأجمعه، ليس فقط على المجالَيْن السياسي والاقتصادي، بل تعداه لأوجه الحياة الأخرى التي تأثرت تأثرًا كبيرًا، كالتوزيع والتشكيل السكاني، والثقافة والفنون، والفكر والتربية والأخلاق، بل حتى السلوكيات البشرية.
الفصلان الثاني والأخير هما الأفضل والأكثر إثراءًا بالنسبة لي