مكتبتنا
تاريخ الجنسانية - 2- استعمال المتع
الفلسفة 2021-06-20 07:17:41 207 مشاهدة
إن المشروع الابتدائي لهذه السلسلة من الدراسات، الذي عرض في كتاب "إرادة العرفان" (1976)، لم يكن هو إعادة بناء تاريخ السلوكات والممارسات الجنسية، ولا تحليل الافكار (العلمية، الدينية، أو الفلسفية ) التي تم من خلالها تمثل هذه السلوكات، وإنما كان هو فهم كيف تشكل، في المجتمعات الغربية الحديثة، شيء مثل "تجربة " ل "الجنسانية" وهذه مقولة مألوفة لدينا ولكنها لم تظهر مع ذلك قبل بداية القرن التاسع عشر. إن الحديث عن الجنسانية كتجربة فريدة تاريخيا يفترض القيام بكتابة جينيالوجيا للذات الراغبة، وبالتالي العودة ليس إلى بدايات التقليد المسيحي وحسب، وإنما أيضا إلى الفلسفة اليونانية القديمة. وهكذا، فبانطلاقة من المرحلة الحديثة وبرجوعه، فبما وراء المسيحية، إلى العهد القديم، كان ميشيل فوكو يصطدم يسؤال بسيط جدا وعام جدا في آن واحد ، لماذا يشكل السلوك الجنسي، والأنشطة والمتع المتعلقة به، موضوع انشغال أخلاقي؟ لمذا هذا الهم الأخلاقي الذي ظهر، حسب لحظات مختلفة، أكثر أو أقل اهمية من الانشغال الأخلاقي الذي انصب على ميادين أخرى من الحياة الفردية أو الجماعية، مثل السلوكات الغذائية أو القيام بالواجبات المدنية؟ إن هذه الأشكلة للوجود، المطبقة على الثقافة اليونانية -اللاتينية ، وظهرت بدورها مرتبطة بمجموعة من الممارسات يمكن أن تسمى ب "فنون الوجود" أو "تقنيات الذات" كانت من الأهمية القصوى بمكان لتستحق أن تخصص لها دراسة كاملة.

شارك الكتاب

تصفح كتاب تاريخ الجنسانية - 2- استعمال المتع بدون تحميل

كتب قد تهمك

تحميل كتاب