«ويشارك ماركوز كلًّا من هوركهيمر وأدورنو الرأي في أن العقل لا هو مطلق ولا هو ثابت، بل هو نسبي متغير ينتمي إلى اللحظة التاريخية، وأن التطور التاريخي والواقع المتغير قدَّمَا عقلانية تحولت إلى لا عقلانية.»
مَثَّل القرن العشرين ذروة العطاء الفلسفي؛ إذ أفرزَت أحداثه المتناقضة العديد من المدارس الفلسفية التي سعت كلٌّ منها لوضع حلولٍ فلسفية لمشكلاته؛ فحاولت من خلال رؤيتها وضع تَصوُّر لكيفية الخروج من المأزق التاريخي. ولعل من أهم التيارات الفلسفية في القرن الماضي مدرسة «فلسفة الحياة» التي يُعَد «برجسون» أحد أبرز أقطابها، وكذلك «البراجماتية» التي اتخذت من القيمة والمنفعة معيارًا للنجاح. أما «الفلسفة التحليلية» فهي ثورة الفكر الفلسفي في هذا القرن باتباعها منهج التحليل اللغوي. بينما اتبعَت المدرسة «المنطقية» التحليل المنطقي للمعرفة لشرحها وربطها بالنتائج. فيما أثْرَت نتائجُ الحرب العالمية الثانية الفلسفةَ «الوجودية» التي استفادت كثيرًا من المنهج الفيمنومينولوجي؛ فكانت أكثر الفلسفات شهرةً في القرن العشرين. ومن الموضوعات المثارة في هذا القرن رؤية الفلاسفة للعقل النقدي والفعل التواصُلي والوعي التاريخي، وغيرها من القضايا الفلسفية التي أثَّرَت وتأثَّرَت بالقرن العشرين، ولا تزال آثارها باقيةً في القرن الحادي والعشرين