في أعقابِ قرونِ الحُكمِ العثمانيِّ الطويلة، تقدَّمتِ الدولُ الأوروبيةُ لتنتقلَ من ظلامِ العصورِ الوُسْطى إلى بدايةِ العصرِ الحديث، بينما تأخَّرَ الشرقُ عن رَكْبِ الحضارة. وكانَ من المُمكنِ لمِصرَ أن تقتبِسَ من النهضةِ الأوروبيةِ تلك، لولا تدخُّلُ الحُكمِ العُثمانيِّ لقطْعِ الصِّلاتِ القديمةِ بينَها وبينَ العالَمِ الأوروبي، حتى جاءتِ الحملةُ الفرنسيةُ لتفتَحَ لمصرَ آفاقًا جديدة، ويسافرُ بعدَها «رِفاعة الطهطاوي» إلى فرنسا ضمنَ بعثةٍ أرسلَها «محمد علي» إلى هناك، ليعودَ إلى مصرَ ويُصبحَ زعيمًا للحياةِ الثقافيةِ فيها. وفي هذا الكتابِ يَسردُ المؤلفُ «جمال الدين الشيَّال» قصةَ حياةِ «رِفاعة الطهطاوي»، زعيمِ النهضةِ الفكريةِ في عصرِه، من بدايتِها، ذاكِرًا الصعوباتِ والمراحلَ التي مرَّ بها، ليكونَ الكتابُ بمثابةِ سيرةٍ ذاتيةٍ مُتكاملة، بسردٍ قصصيٍّ مُتميِّز