لا يَخلُو العالَمُ مِنَ الخيِّرِينَ الذِينَ يَتبرَّعونَ بِثَرواتِهمُ الطَّائِلةِ مِن أَجْلِ خَيرِ البَشَرِية، يُواسُونَ المَسَاكينَ ويُساعِدُونَ المُحتاجِين. لكنَّ السَّيدَ لورين جينكس تَخيَّرَ مِن بَينِ أَبوَابِ الخَيْرِ بابًا لم يَطرُقْهُ أَحدٌ قَبْلَه؛ فَقدْ أَوصَى بمالِهِ كُلِّهِ مِن أَجْلِ افتِتَاحِ مَشفًى مُخصَّصٍ لعِلاجِ الكَذِب. يَأخُذُنا الرَّاوِي فِي رِحلةٍ مُشوِّقةٍ فِي المَشفَى؛ لِنَطَّلعَ عَلى الفَلسَفةِ الأَساسِيةِ التِي بُنيَ عَليْها، وعَلى المَراحِلِ العِلاجِيةِ التِي يَخضَعُ لهَا النُّزلاءُ الكَذَّابون، مُنذُ اللَّحْظةِ الأُولى التِي يُقِرُّونَ فِيها بِحاجَتِهم إِلى التَّخَلُّصِ مِن داءِ الكَذِب، وحتَّى بُرئِهِمُ التَّامِّ مِنه؛ لِيَعودُوا إِلى العَالَمِ الخَارِجيِّ مُواطِنينَ صَالِحِينَ، لا يَعرِفُ الكَذِبُ إِلى ألسِنَتِهم طَريقًا