أريد أن أعترف للقارئ أن علاقتي بهذه الترجمة معقدة وشديدة التركيب. فهي ترجمةٌ وسيطة، عن اللغة الإنجليزية، وليست عن اللغة الأصلية، رغم أن الناقد البلغاري – الفرنسي تزفيتان تودوروف وضع كتابه بالفرنسية (1981) ليكون مقدمة لمختارات موسعة من دراسات ميخائيل باختين ومقالاته، نقلها عن اللغة الروسية، وأصبحت فيما بعد من العلامات الأساسية على فكر باختين في النظرية الأدبية، وعلم الجمال، والأنثروبولوجيا الفلسفية. وتوازي هذه المختارات في أهميتها كتب المنظر الروسي الأساسية التي كرَّسها لدراسة مفهوم الحواريَّة لدى فيودور دستويفسكي، ومفهوم الكرنفال لدى فرانسوا رابليه، فقد وجدت أن ترجمتي تبدو على مبعدة خطوتين فقط من نص باختين، لا ثلاث خطوات. وهو ما قد يشفع لها كونها عن لغة وسيطة، طالما أن مقاربة تودوروف لفكر باختين تبدو في النص الفرنسي، كما في النص الإنجليزي، نوعاً من التوسُّط، والحوار، والتواصل مع الآخر، والتعرُّف على الذات فيه.