يحاول أركون في هذه الدراسة أن يحدد مفهوم الاجتهاد في الفكر الإسلامي الكلاسيكي وكيفية الانتقال منه – بل وضرورة هذا الانتقال – إلى مرحلة نقد العقل الإسلامي. لا يعني هذا النقد التجربة الروحية للإسلام، بل التجميد التاريخي والتطبيقي للمبادئ المثالية، من تفسير وفقه وحديث وعلم كلام، إذ يخضعها أركون للبحث التاريخي، كما في دراسته التطبيقية لتفسير الطبري ولعلم أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
هذه الدراسة بعيدة عن التصورات الضيقة والموروثة التي تقدم نفسها حقائق لا تقبل النقاش، وهي تفتح المجال لتصور جديد عن الإسلام والتراث، ذلك أن هدف أركون من نقد العقل الديني هو تجديد الفكر العربي والإسلامي لكي يصبح أقدر على مواجهة مشاكل مجتمعاتنا الحالية