في العشرين عاماً الأخيرة حدث تغير في أولويات ما يُعني به العلم، فبعد أن كان الاهتمام مركزاً حول العلوم الطبيعية، انتقل هذا التركيز نحو علوم الحياة. ونتيجة لذلك اتجه العلم أكثر وأكثر نحو الفردية أو دراسة الفرد. ولا يكاد المراقب يعي ما يقوم بع العلم في هذا العصر في مجال إحداث أثر بعيد المدى في تغيير صورة مفهوم الإنسان. وكمختص في الرياضيات وتطبيقاتها الفيزيائية كان يمكن أن أبقى –أنا أيضاً- جاهلاً بهذه التطورات لولا سلسلة المصادفات السعيدة التي دفعتني نحو علوم الحياة وأنا في منتصف العمر. وإني لمدين للحظ السعيد الذي أدخلني رحاب علمين رئيسيين في مدى عمر واحد. وبالرغم من أني لا أعرف من أدين له بهذا الفضل، إلا أنني أعتبر كتابي هذا سدادا لهذا الدين وعرفانا بهذا الجميل