لقد اقتصر التحول الاجتماعي عند بعض الدول الإفريقية، مثلما هو الحال في كثير من دول العالم الثالث، على تحولات مظهرية في البنية الاجتماعية، على نحو يدعم سلطة النخبة الجديدة الحاكمة المؤمنة بأنها صاحبة الرأي، والأحق بالحكم والتوجيه بل والتميز على دونها. ولهذا اتجهت بعض الدول إلى تحولات اقتصادية خالصة أو الاهتمام ببناء مشروعات ضخمة ذات طابع مظهري ابتغاء الآبهة الاجتماعية، أو الفردية أو التفاخر، وكأنها تعويض عن ماضي دنى، دون اعتبار لظروف التطور التكنولوجي الحديث أو طبيعة الحاجة الفعلية. إن صفحات هذا الكتاب عن أفريقيا في عصر التحول الاجتماعي جاءت ثمرة خبرة غنية وخصبة لعالم وباحث متخصص في الانثروبولوجيا عاش قرابة خمس عشرة عاما في غرب إفريقيا باحثا ودارسا للعديد من قضايا المنطقة. وتؤكد هذه الصفحات خطا عاما لمشكلات وقضايا بلدان العالم الثالث، ممن بين هذه القضايا البحث عن إطار للتحول الاجتماعي يستوعب متناقضات الواقع المتمثل في الطوائف المتباينة لغة وتاريخا وثقافة وربما عرقا أيضا