«أنا لا أُجيد السباحة، لو حاولتُ أن أنقذه متُّ أنا وهو لا محالة، نظرتُ حولي فوجدت شابًّا فتيًّا يجلس في زورق على الرمال ويُحرك مجدافَين فيمسَّان الرمال في رفق ثم يرتفعان إلى الهواء، والفتى ماضٍ في عمله هذا وكأنما يُجدف في الماء.»
نجحت القصة القصيرة منذ ظهروها في القرن التاسع عشر في أن تُعبِّر عما يجول في خاطر الكاتب، وقد نجح رُوَّادها منذ ذلك الحين في أن يُجسِّدوا أفكارهم في بضع كلمات، وأن يستفزوا القارئ ليُعيد قراءتها عدة مرات، سواءٌ لاستخراج ما خفي فيها من معانٍ، أو لإعادة لحظةِ انتشاءِ العقل بوصول الفكرة. وفي هذه المجموعة القصصية يمدنا «ثروت أباظة» بدفعات من الومضات المضيئة التي تكشف لنا مشكلات مجتمعنا، كالكذب والخيانة والبخل والسلبية؛ ففي قصة «السباحة في الرمال» عمد إلى ترك القارئ أمام صراع نفسي وكأنه داخل القصة، أما في «حكايات رجل بخيل» وعَبْر لقطات طريفة أوصل إلينا كم يعاني البخيل ومَن حوله من شُحِّه، وفي «النابغة» أظهر لنا وجهَ المجتمع القبيح في نظرته للمرأة كنَزوةِ ساعة وتجارةٍ رابحة.