إن فضاءات العيطة كلها هي نتاج مجتمعي أساسا، والاحتفال العيطي احتفال جماعي يصهر الفرح الفردي في الفرح العام، ويمنح للجميع إمكانية الانفلات المؤقت من ثقل ورتابة الحياة اليومية. وذلك ما يجعل الأداء الفني للعيطة شبيها ب«نازلة اجتماعية» حقيقية حتى ليصح أن نصف الحالة بالحدث الموسيقي المنفجر، والذي غالبا ما تستتبعه بالفعل أحداث قد تكون دامية أحيانا، خصوصا في الأمكنة القروية للعيطة. هناك حيث يتم التعامل مع الحدث الموسيقي بما أسماه باختين «فطرية خشنة»، وحيث تمثل الموسيقى « قوة أساسية للمجتمع المحلي لأنها منبثقة من مشاعر الناس وتجمعهم وتعايشهم على الرغم من اختلافهم في العمر والجنس والهواية والعمل والخبرة والاختصاص، أي تعمل على تكاملهم المعنوي داخل مجتمعهم المحلي، ليمسوا متشابهين أو متقاربين في الحس الفني والذوق الجمالي والاستمتاع في أوقات الفراغ