للورد كرومر (أو إيفلن بارنج) من الشخصيات العتيدة التى لعبت دورا مهما فى إدارة الامبراطورية البريطانية فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، عندما كانت الامبراطورية قد بلغت أقصى اتساع لها فى العصر الفيكتورى الذى حفل بالمشاكل الناجمة عن كيفية إدارة تلك الامبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس، وكيفية التعامل مع شعوبها، وهى مشاكل كان لكرومر موقف منها. ورأى فيها، ولكنها ظواهر امتدت إلى العصر الإدواردى القصير الذى كان – بحق ختام مرحلة تاريخية للإمبراطورية البريطانية. طويت صفحتها فى عصر جورج الخامس الذى شهد الحرب العالمية الأولى أولا ، ثم شغل بما كان لها من نتائج على بنية الإمبراطورية وطريقة إدارتها فى مرحلة علا فيها مد حركات التحرر الوطنى هنا وهناك.
من هنا تأتى أهمية كتابة سيرة كرومر الذى لعب دورا محدودا فى الإدارة الاستعمارية فى الهند.ولكن دوره الأكبر كان فى مصر، حيث قدر له أن يضع قواعد الوجود البريطانى فى مصر، ويضع السياسة البريطانية بالشكل الذى جعله الحاكم الحقيقى لمصر منذ 1883 حتى 1907 ، فنحن هنا أمام شخصية ذات تكوين متميز يعكس ظروف العصر، كانت موضع خلاف بين معاصريها، على اختلاف الزوايا التى نظروا إليه منها، فللبريطانيين رؤية خاصة للرجل باعتباره من قادة عصر الإمبراطورية، وللهنود والمصريين نظرة مبعثها الهيمنة الإمبريالية والاستبداد لإدارى الذى شهدته البلاد التى خضعت للإمبراطورية على يد حكامها الإنجليز