ملامح يونانية في الأدب العربي" بحث يمثل في مجموعة محاولة للإجابة على سؤالين يختلطان معاً أحياناً، أولهما: ماذا ترجم العرب من أدب اليونان، وثانيهما: ما هي الطرق التي استغل فيها الأدب العربي الثقافة الإغريقية، سواء أكانت تلك الثقافة علماً أو أدباً أو فلسفة. ومهما يكن من شيء، فإن القول بتقبل الأدب العربي لمؤثرات أجنبية، ليس انتقاصاً من أصالته، أو استهانة بعناصر تلك الأصالة، على أساس من هذا الإيمان، جرى القلم في فصول هذا البحث، وفي تطويره، بعد أن كانت نواته الأولى محاضرة بالإنجليزية، ألقاها الباحث في جامعة هارفارد، بتاريخ 25 آذار (مارس) 1976.
ومن الممكن أن يتبين القارئ في هذه الدراسة أربعة خطوط متوازية في مختلف فصولها، إذ هي تعالج الشعر المترجم، وتحديد الحكم النثرية في صور شعرية، وتشكيل الأدب السياسي في قوالب وصور أدبية، واللقاء على مستوى الأمثال والخرافات والأساطير بين الأدبين، ومن ثم كان من الممكن أيضاً معالجة مصادرها في أربعة أقسام كبرى: 1-مصادر الشعر، 2-مصادر الحكم النثرية، 3-مصادر الفكر السياسي، 4-مصادر الخرافات والأمثال. وقد أفاد الباحث في دراسته هذه في بحوث عدد كبر من الدارسين الغربيين وخصوصاً من تعليقاتهم وآرائهم. وأمل الباحث أن تكون دراسته بمثابة تمهيد لبحوث أخرى تتيح القرف على الملامح اليونانية في الأدب العربي من زوايا أخرى متميز