إن الإقرار بهذا الواقع بمختلف تجلياته والعمل على معرفته وتحديد أسبابه تحديدا دقيقا شاملا هو السبيل الأمثل إلى تغييره لمن شاء التغيير.
ولكنك لاتفتأ ترى الإسراع إلى اصدار الأحكام واستعجال الحلول على حساب التحليل المتأني والنظرة الفاحصة المتخلصة من الآراء الجاهزة المسقطة إسقاطا, بل إن ما يسجل بصفة خاصة هو التردد بين المجال الفردي الخاص والمجال العمومي المشترك, هو الإبقاء على مثل أعلى وهميّ مستمد من الماضي والاستعداد لقبول أي خرق في المستوى العلمي لذلك المثل الأعلى, هو بعبارة أخرى الخوف من إعادة النظر في الموروث والبقاء في صعيد ازدواجية الموقف والسلوك: فمتى تعلقا بالدين كانا محافظين أشد المحافظة - في الظاهر على الأقل- ومتى تعلقا بغيره من شؤون المعرفة والحياة كانا متحررين قابلين للأحسن والأنجع والأكثر منطقية واستجابة لمتطلبات الفكر والشعور الحديثين