وُلد في نيويورك سنة ١٨٣٨م، وكان أبوه الدكتور ألفريد بوست من مشاهير الجراحين، وعضوًا في اللجنة المركزية التي أنشأت المدرسة الكلية الأميركية بأموالها ومساعيها. انتظم الدكتور ألفريد في سلك هذه اللجنة في نيويورك سنة ١٨٧٣–١٨٨٦م، واشترك في عملها بمال وَقَفَه لتنشيط القسم الطبي من هذه المدرسة بما ينتج من ريعه، فكان ينفق من هذا الريع حسب الحاجة في سبيل المدرسة الطبية وما زاد منه يحفظ، وبلغ ما اجتمع من ذلك الريع ولم ينفق نحو ٧٠٠٠٠ ريال أميركاني «١٤٠٠٠ جنيه»، وهي مرصودة لعمل الخير في سبيل الطب، وعهد بإنفاقها بهذا السبيل إلى ابنه صاحب الترجمة، ولعلها تصير الآن إلى حفيده.
تلقى الدكتور جورج بوست العلم في كلية نيويورك، وتعلم الطب في جامعتها، وكان أبوه من أساتذتها، فنال شهادتها سنة ١٨٦٠م، ثم تعلم اللاهوت فصار من المبشرين الأطباء، وقضى مدة في خدمة الأمة الأميركية أثناء الحرب الأهلية. وفي سنة ١٨٦٣م قدِم إلى سورية للتبشير والتطبيب، فقطن طرابلس، وأخذ في إتقان اللغة العربية؛ ليسهل عليه مخالطة الناس وتبشيرهم أو معالجتهم، فنال منها حظًّا وافرًا. وكان يستعين على حفظ المفردات العربية بقوائم من ألفاظها يعلقها على جدران غرفته بحيث يراها كيفما اتجه، وما زالت لهجته عند التكلم كثيرة الشبه بلهجة الطرابلسيين إلى آخر أيامه