يعكس هذا الكتب بعدين تاريخيين لا بعدا واحدا وهو تأريخ لفترة تبدأ بنهاية الحرب العالمية الثانية وتنتي بقيام ثورة الثالث والعشرون من يولية وهو موضوع انشغل به صاحبه بحثا وتفكيرا وكتابة وعملية التأريخ لها وجه من وجوه الحوار بين الماضي والحاضر وتجري بنوعين متكاملين من النشاط البحثي .. أولهما تحليل المادة التاريخية وثانيهما تركيب هذه المادة التاريخية في سياق بنائي واحد . وفي كلا التحليل والتركيب عنصر ذاتي ينتمي إلي عصر الباحث وإلي مجتمعه وهمومه ومشاغله . وقد حرص المؤلف علي أن يتسلح بأكثر وأقصي ما يستطيع من إمكانات الفهم لأوضاع الفترة المدروسة ومشكلاتها ولعلاقات اتجاهاتها بعضها ببعض وسياق أحداثها فيها آلت عنه وما تئول إليه ... كل ذلك بغية اكتشاف الوظائف المختلفة للأوضاع المختلفة والتيارات المتباينة والأفكار المتصارعة . وقد سعي المؤلف في هذا الكتاب للكشف عن حقيقة أوضاع الحركة الشعبية بأحزابها المتباينة وعن الأصول التاريخية للسياسات الوطنية قبل 23 يوليو عسي أن يكون ذلك جهدا معتبرا لوصل ما انقطع ولبيان المدي الذي كانت الحركة الشعبية وصلته بأحزابها وتنظيماتها المختلفة وكذلك بيا الأصول التاريخية للسياسات الوطنية بعد 23 يوليو وبيان تلك الأصول لنظام الحكم الذي بني بعد 23 يوليو من حيث ابتعاده عن النمط المألوف للديمقراطية السياسية . وقد صدرت هذه الطبعة من هذا الكتاب بعد أن عاود المؤلف النظر فيه وتناول أوجه النقد الأساسية التي تراءي له توجيهها بغير حرج إلي هذا العمل الضخم بعد صدور طبعته الأولي