«استهللتُ كلمتي بالإشارة إلى تركيب المشارِكين، مُلاحِظًا غيابَ فعالياتٍ هامة، مثل باحثة مصرية لها دراسات عديدة عن الحملة الفرنسية، بينما يوجد البعض الذين ليسوا عربًا ولا مُستشرِقين أو باحثين!
كانَت إشارتي واضحةً للدبلوماسي الإسرائيلي.»
بحرفيةِ الباحث وإبداعِ الكاتب وخيالِ الروائي يُوثِّق «صنع الله إبراهيم» الكثير من الحقائق التاريخية في هذا العمل الفريد الذي يَسرد فيه رحلةَ الدكتور «شكري»، أستاذ التاريخ المقارن بجامعة القاهرة، إلى فرنسا عام ٢٠٠٥م للمُشارَكة في مؤتمرٍ أكاديمي عن الحملة الفرنسية على مصر بعد مرور أكثر من قرنَين عليها، ويضعها في الميزان من وجهةِ نظرٍ مُعاصِرة، بين مؤيِّدٍ يعتبرها الجسرَ الذي عبَرَت من خلاله مصرُ إلى الحضارة الأوروبية والعصر الحديث، ومُعارِضٍ يرى أنها بدايةُ حِقبةٍ استعمارية عاشَتها الشعوبُ العربية ودولُ العالَم الثالث ردَحًا طويلًا من الزمن. وبعد انتهاء فعاليات المؤتمر الذي انعقد في بواتييه، يتَّجِه الدكتور «شكري» إلى باريس لحضورِ مؤتمرٍ يناقش قانونًا فرنسيًّا يردُّ الاعتبارَ لرجال الاستعمار الفرنسي، ويَعدُّهم أبطالًا، في الوقت الذي ما زالت فيه شعوبُ العالَم الثالث تُعاني من تَبِعات هذا الاستعمار.