«يقول الشاعر الأمريكي عزرا باوند: «إن العمل الفني المثمِر حقًّا هو ذلك الذي يحتاج تفسيرُه إلى مائة عمل من جنسٍ أدبي آخَر. والعمل الذي يضم مجموعةً مُختارة من الصور والرسوم هو نواةُ مائةِ قصيدة».»
ينطلق «عبد الغفار مكاوي» من هذه المقولة لدراسة العلاقة بين فن التصوير وفن الشعر، ليجد أن قصة التأثير المتبادَل بينهما قصةٌ طويلة ومثيرة ومُحيِّرة، تطرح أكثر من سؤال وجواب عن تلقِّي الشعراء أعمالَ الفن، واستقبال الفنانين فيضَ الشعراء؛ فيُقدِّم العديدَ من النماذج الفنية — سواء أكانت قصيدة أم لوحة أم نحتًا أم حَفرًا — التي تجلَّى فيها هذا التأثير، مثل تمثال «فتاة بيبلوس» الموجود في متحف الأكروبوليس، والذي استلهمه عددٌ من الشعراء في قصائدهم، مثل الشاعرَين السويديَّين «يوهانس إدفيلت» في قصيدته «لوحة قديمة»، و«أورس أوبرلين» في قصيدته «عذراء». وكذلك نحتُ «رَب اللحظة المواتية» للمثَّال الإغريقي «ليسيبوس»، كان مصدرَ إلهام للعديد من الشعراء، مثل الشاعر اليوناني «بوسيديبوس». كما كان تمثال النصر «نيكا» سببًا في إلهام الشاعر الألماني «هايو يابيه»، فنظَمَ قصيدتَه الشهيرة «إلهة النصر نيكا»، وألهم التمثالُ كذلك الشاعرةَ الهولندية «إيلين جلينيس» فنظَمت قصيدتَها «آلة النصر في ساموثراكا»، تخاطب بها مُشوَّهي الحرب العالمية.