«الناس! الناس! الناس!
تلك الكلمة البغيضة التي كرهتُها بعد كلمة «بنت»، والتي كنتُ أسمعها من أمي دائمًا.
الناس! الناس! كأنما رأيُ الناسِ هو الخطُّ الذي يجب ألَّا أَحيدَ عنه؛ إذا استقام استقمتُ، وإذا انحرف انحرفتُ.»
تنتمي هذه الرواية إلى مشروع «نوال السعداوي» الذي كرَّسَت حياتَها من أجله؛ وهو الانتصارُ لقضايا المرأة وحقوقها، ومُناهَضة المجتمع الذكوري والسُّلطة الأبوية في سبيل الاعتراف بحقوق المرأة وكينونتها واستقلالها، وذلك من خلال شخصية «سعاد»؛ إحدى بنات الطبقة المتوسطة، التي تَثُور على ثقافةِ هذه الطبقة ونظرتِها الدُّونية إلى الأنثى، فتحرص على إثباتِ ذاتها في استكمالِ تعليمها وتفوُّقها في الدراسة لتصبح طبيبة، وتَتعرَّف على زميلها «محمود»، وتجمع بينهما قصةُ حب، لكن هذه القصة تَتعرَّض للكثير من الأزمات الاجتماعية والسياسية والنفسية؛ حيث تُؤكِّد «السعداوي» أن الحب لا يُمكِن أن يعيش ويُثمِر إلا في ظلِّ وطنٍ حر ومجتمعٍ مُتحرِّر من التقاليد الذكورية، يحترم المرأة ويُقدِّر حقوقها؛ لذا فهي تُحمِّل الاحتلالَ والمَلَكية والمجتمع المسئوليةَ كاملةً عما تَعرَّض له هذا الحب من أزماتٍ كادت تَعصِف به.