«من أجل هذا أُقدم لك هذا الكتاب، على الأساس السابق، فهو ليس بحثًا في الإيدز، ولا في الإشعاع، ولا في أفريقيا، ولكنه بحث دائب عن الداء جنبًا إلى جنب مع الدواء.»
شُنَّت حملةُ نقدٍ منظمة من بعض الصحف والجرائد على الدكتور «يوسف إدريس» عقب تركيزه على المقال الصحفي عوضًا عن الرواية والقصة، مُتهِمين إياه بالتخلي عن الفن والاتجاه للحديث الجامد في قالب الصحافة. ومن جانبه كان «يوسف إدريس» مؤمنًا بما يفعل، يصرخ فيمن يتهمه قائلًا: «يا ناس، أتريدون من رجل يرى الحريق يلتهم بيته أن يترك إطفاءه لآخرين؟!» متعجبًا من منتقديه؛ فهو يرى أن من واجبه تتبُّع الأمراض التي أصابت المجتمع المصري، ومن ثَم إيجاد دواء لها، ويرى أن المقال هو خير وسيلة لذلك، أو ما سمَّاه «المفكِّرة» التي لخَّص فيها انطباعاته عن هذه الأمراض. وهو هنا يجمع بعض هذه المفكِّرات ليحاول بها أن يسلط للقارئ نورًا من العاطفة نحو مشكلاته اليومية.