«فرفور: هو انت منين ما نروح تروح مطلَّع لي قانون، ده إيه البلاوي دي! إنت بتشتغل عند القوانين دي ولَّا حكايتك معاها إيه! ما تقول لي تبقى لك إيه القوانين دي؟ ما لك وما لها؟ إنت سيد ولَّا قوانين؟ تكونشي انت شوية قوانين وخلاص، لا يا عم والله ما ألف ولا لفَّة … السيد: غصب عنك حتلِف.»
تُعَدُّ عَلاقَةُ التَّبَعيَّةِ والِارْتِباطِ بَينَ التَّابِعِ والمَتْبوعِ واحِدَةً مِنَ القَضايَا الأَزَليَّةِ المُرتَبِطةِ بِنَشأَةِ الوُجودِ البَشَريِّ. وفِي مَسرَحيَّةِ الفَرافيرِ يَعْرِضُ يوسف إدريس هذِهِ العَلاقَةَ فِي قالَبٍ مَسرَحِي؛ إِذْ يُبَيِّنُ فِيها قِدَمَ هَذِهِ العَلاقَةِ وحَتمِيَّتَها، مُحاوِلًا إِلْقاءَ الضَّوءِ عَلى طَبِيعَتِها وتَحَوُّلَاتِها؛ فَدَومًا تَجِدُ «السَّيِّدَ» هُوَ المُسَيطِرُ وهُوَ الَّذي يُعطِي الأَوامِر، بَينَما تَابِعُه «فرفور» يُنَفِّذُ ويَفعَلُ مَا يُقِرُّه سَيِّدُه. لَكِنْ هَلْ مِن سَبِيلٍ لِلخُروجِ مِن هَذِهِ العَلاقَة؟ وهَل يُمكِنُ للمَوتِ أَنْ يَحُلَّ هذِهِ المُعْضِلَة؟ هَذا هُوَ مَا أَجابَ عَنْه المُؤلِّفُ فِي رَائِعتِه «الفرافير».