«حين فتح «حامد» الباب، وفوجئ بالمشهد الهائل المُروع، مات … بالضبط مات؛ وجد نفسه فجأةً قد سَكنَت فيه كل خَلْجة أو حركة أو فكرة، ولم يَعُد يرى أو يسمع أو يشعر، والدنيا من حوله هي الأخرى سَكنَت تمامًا، وماتت، وانتهى كل شيء.»
أبدع «يوسف إدريس» في رسم شخصياتِ هذه المجموعة القصصية، ونَسَج لصفاتهم أحداثًا تُبرزها، وكانت غايته من هذا كله تصويرَ ما عايَشَه في مجتمع الستينيات. في قصة «النَّدَّاهة»، التي تَحمل المجموعةُ عنوانها، وضع المدينةَ في مواجَهة الريف كمعركة أصيلة، مُستعيرًا تلك الأسطورةَ الريفية المصرية؛ حيث جعل المدينة نفسها هي التي تجذب ضحاياها بدلًا من النَّدَّاهة، فلا يستطيعون الفرار منها على الرغم من جُرحهم النازف منها. وتضم المجموعةُ قصصًا أخرى، مثل: «معجزة العصر»، و«النقطة»، و«العملية الكبرى»، و«مسحوق الهمس»، و«ما خفي أعظم»، و«دستور يا سيدة»، و«المرتبة المقعرة»، وكلها تُناقِش ما يُمكِن أن تفعله الأفكار في حياة الإنسان إذا ما سيطرَت عليه وحرَّكَته، خاصةً فكرة الجنس وقيادتها للعقل.