تعتبر رواية 1984 إحدى كلاسيكيات الأدب في العالم، ولا تكاد تخلو لغة من أكثر من ترجمة لها، فقد قدّمت هذه الرواية صورة المجتمع الشمولي الذي يحكمه الحزب الواحد بطريقة مبدعة، على مستوى الأدب كما على مستوى الفكر.
الأخ الأكبر، دقيقتي الكراهية، أسبوع الكراهية، شرطة الفكر، التفكير المزدوج، رابطة الجواسيس، شعارات الحزب الثلاثة: الحرب هي السلم- الحريّة هي العبودية- الجهل هو القوّة... تلك هي مفردات هذا المجتمع الذي يُحكم بالقهر والتعذيب وتزوير الوقائع والتاريخ، ما يحوّل المجتمع الى قطيع يسوقه إلى الأعمال الشاقّة والحياة البائسة، والحروب والسجون، مجموعة من أعضاء الحزب الذين بدورهم يخضعون لرقابة تحصي عليهم أنفاسهم وتحوّلهم، باسم الدفاع عن الوطن وعن الحزب القائد، الى أشخاص يخضعون لتراتبية قائمة على الخوف. فحتى الأهل يخافون من أولادهم الذين تحوّلهم التربية التي يشرف عليها الحزب، إلى جواسيس. وأعضاء الحزب يتصرّفون بكل خضوع بعد أن عرفوا مصير كل متمرّد.
لكن في داخل آلة القمع الرهيبة هذه، تستمر التمرّدات. إنها التمرّدات التي تميّز الروح الانسانية التي ترى في الحريّة أسمى قِيَم الانسان. وترى أن الحب أجمل وأعظم من الكراهية، وأن فرادة الانسان هي ما يطلق فيه الابداع.
رواية تُقرأ مرة تلو مرّة لإبداعها الأدبي، وتصويرها القويّ لبشاعة المجتمع الذي يفتقد للحريّة